الثورة الليبية الى أين ؟؟؟؟؟؟؟؟

المتابع للشأن الليبي سيخرج بلا شك بنتائج خطيرة وهو يرى ويسمع عن استعادة العقيد القذافي أنفاسه وتعزيز حصنه الأخير في عاصمته طرابلس بترسانة عسكرية تمكنه أن يشن منها غاراته على المدن والمناطق المحررة من قبل الثوار وأن يدخل مع هؤلاء في معارك كر وفر ، هذا الوقت الذي منح للعقيد كان من شأنه أيضا أن يفتح له نافذة فيها ولو بصيص من فرج لعل وعسى يصل به الأمر الى تسوية خلافاته مع المعارضه وبحل وسط يرى فيه العقيد حلا مشرفا له .
وعلى الرغم من فاعلية المعارضة والثورة الليبية ضد العقيد القذافي وانجازاتها على الأرض لكن علينا أن نقر بأن الثوار لازالوا شبه مغيبين عن الخارطة السياسية بدخول الكثيرون على خط الشأن الليبي ، ألأطراف ال دخلت على الخط استولت على الخارطة السياسية للمشكلة الليبية لا بل هي من منح العقيد هذا الوقت الذي يستعيد به أنفاسه فعلى ماذا تراهن هذه الأطراف الخارجية :

الادارة الأمريكية والغرب منافقون وكذابون وكل ما توصلوا اليه من قرارات في الشأن الليبي وفي مجلس الأمن وهيئات الأمم المتحدة الأخرى ما هي الا ضحك على ذقون الشعب الليبي وثورته ضد الديكتاتور ، فالعقيد الذي تمكن سابقا من شراء هؤلاء باغداق الرشاوى والمال عليهم تمكن من الافلات من العقاب في قضايا أخرى وسابقة ابتداءا من لوكربي الى حادثة النيجر هذا بالاضافة الى الخدمات التي قدمها لهم في محاربة ما يسمى بالارهاب ولا أستبعد أن العقيد قد هددهم بفتح هذه الملفات وكشف المستور ، العقيد القذافي الأن يقوم باستغلال ما اتيح له من وقت أفضل استغلال في تقوية ترسانته العسكرية في العاصمة ولن تفرق مع شخص بجنونه أن يحول من ليبيا ساحة حرب أهلية ودموية مهما كلفه الأمر ذلك وقد قالها بصراحة .

الأنظمة العربية ممثلة بجامعتها الغراء تتعامل مع الملف الليبي عملا بمقولة " عدو عدوي هو صديقي " فالأنظمة العربية التي تعادي شعوبها وهي تراقب الانتفاضات والثورات تقوم من حولها هنا وهناك لا يمكن أن تقوم بعمل ما من شأنه أن يقوي من شكيمة هذه الشعوب ولن يأتي أي منهم بالدب الى كرمه كما يقول أشقائنا السوريون فالقذافي هو عدو لشعبه والشعوب العربية أعداء كما تصنفها الأنظمة العربية وعليه فان القذافي على علاته ورغم خلافاته مع بعض الأنظمة والتي تصل الى حد الكراهية والحقد لازال في نظرهم أفضل من نظام ديموقراطي تفرضه الشعوب ويكون أهلا لتصدير الديموقراطيات الى ديارها وعليه فان أي عدو للشعوب هو بالنتيجة صديق لهذه الأنظمة التي تأخذ من الدكتاتورية والقمع والفساد مظلة لها . البيان الذ صدر عن اجتماع وزراء الخارجية العرب بيان ركيك وتافه ومفضوح ، هم أعلنوا معارضتهم لأي تدخل عسكري أجنبي في الشان الليبي ثم يخرج علينا مساعد الأمين العام للجامعة الغراء ليبرر ضرورة فرض الحظر الجوي على ليبيا ، وزير الخارجية السعودي نادى بضرورة تدخل الدول العربية بالمساعدة في حل المشكلة الليبية ولم يتطرق أبدا الى ذكر معاناة الشعب الليبي من نظام ديكتاتوري فاسد ، جامعة الدول العربية تمسك الأن بحبل تعتقد واهمة أنه طوق نجاة للعقيد الا وهو مبادرة الديكتاتور الرفيق هوجو شافيز لانقاذ صديقه وترحب بالمبادرة ، حكومات دول مجاورة لليبيا مثل الحكومة الجزائرية تلتزم الصمت ازاء ذبح الشعب الليبي لابل هناك شكوك بأنها تمد شريان العقيد بالجلوكوز لكي يبقى على قيد الحياة خوفا من عدوى الثورة أن تعبر الحدود .
كذلك تفعل دول افريقية واوروبية شرقية لها خبرة بأكياس الذهب والفضة التي يغدقها العقيد من مال الشعب الليبي في شراء الذمم . هذا الوضع المعقد سوف يضع الثورة الليبية أمام مفترق طرق صعب اذا لم تحسم الأمر وبأسرع وقت ممكن اعتمادا على قواها الذاتية وبغض النظر عن التكلفة لأن تكاليف الاخفاق بعد فوات الأوان سوف تكون أكثر بكثير من تكاليف التضحيات المطلوبة ، نحن لا نطالب الشعب الليبي أن يقدم على خطوات من شأنها الانتحار ولكن نطالبهم بتوحيد الصفوف وتنظيم أنفسهم والعمل على استنزاف العقيد وترسانته دون كلل ودون أن تتاح له فسحة من وقت يستطيع من خلاله أن يستعيد أنفاسه ثم ينطلقون الى ساعة الصفر قبل فوات الأوان ، عليهم أن يدركوا حقيقة ماثلة للعيان وهي أن الادارة الأمريكية والغرب والأنظمة العربية جميعا منافقون وكلهم يجتمعون على معاداة الشعوب العربية ، ليس هناك ثمة نظام عربي غير واحد خرج علنا ليعلن وبجرأة وباسمه وصراحة عن موقف مؤيد للثورة الليبية وللشعب الليبي فهم يتخذون من جامعة الدول العربية المرحاض الذي يدهش الناظر بجودة ولمعان السراميك متناسيا محتواه ، بيانهم المشترك هو غطاء يهربون فيه من مسؤولياتهم كل على حدة هو السيراميك الذي يسر الناظرين ونواياهم هي محتوى المرحاض هؤلاء هم وتلك حقيقتهم ولا يختلفون عن مجنون ليبيا بشيىء لابل شركاء في معاداة الشعوب خارجية التي